عبدالحسین فقهی؛ محمد رضا غفاری
چکیده
إن هذ المقال قد اختار لموضوعه بحثا نقدیا بلاغیا بین القدیم والحدیث وهو «الاستعارة» من منظور عبد القاهر الجرجانی وجابر عصفور. إن الصورة الفنیة والکشف عن طبیعتها وبیان خصائصها وتطورها ودراستها بشکل ...
بیشتر
إن هذ المقال قد اختار لموضوعه بحثا نقدیا بلاغیا بین القدیم والحدیث وهو «الاستعارة» من منظور عبد القاهر الجرجانی وجابر عصفور. إن الصورة الفنیة والکشف عن طبیعتها وبیان خصائصها وتطورها ودراستها بشکل جذری من خلال علاقتها وتعاملها وتفاعلها وتمازجها بمعارف أخرى ودور هذه المعارف فی تأصیل المفهوم هو أهم مشروع تبنّاه جابر عصفور فی عدد من مؤلفاته ومنها «الصورة الفنیة فی التراث النقدی والبلاغی عند العرب». إن هذا البحث یهدف الى التغلغل فی أعماق ما قام به جابر عصفور فی مشروعه عن تأصیل الصُوَر الفنیة، والکشف عن خبایاها وزوایاها، ترکیزاً على الاستعارة فحسب. ولتحقیق هذا المنشود، رکّزنا على کتابه المذکور آنفاً، کمصدر رئیسی؛ ثمّ نقدها وتحلیلها وذلک من خلال التمحیص وتفحیص الکتب کـ«دلائل الاعجاز» و«أسرار البلاغة». النتائج أظهرت أن قراءة جابر عصفور للاستعارة هی قراءة نسقیة شمولیة معاصرة درسها بوعی معرفی وعمق فی البحث مهتمّا بالخطابات المهیمنة على بلورة المفهوم، حیث وصل الى أن القدماء (کالجرجانی) کانوا یفکرون فی التشبیه (الذی أساس الاستعارة)، بمصطلحات منطقیة وکلامیة وعلى هذا الأساس، یهتمون بمدى التناسب العقلی بین العناصر المقارنة فی الاستعارة، فمن الطبیعی أن تکون الاستعارة نوعاً من أنواع الادّعاء «المنطقی والکلامی» فلا یهمهم التفاعل فی الاستعارة؛ هذا وما ذهب الیه أن الجرجانی کان لایقبل فکرة «التشخیص» للدوافع الدینیة إلّا أننا ذکرنا نصوصا عن «دلائل الاعجاز وأسرار البلاغة» تضعف هذین الإدّعائین أو تجعلنا أن ننظر إلیهما نظرة شک وریبة على أقل تقدیر.