صادق عسکری؛ مرضیه فیروزپور؛ حسین کیانی؛ شاکر عامری
چکیده
إستراتیجیة الأدیب تساعده علی التخطیط واختیار ألفاظ وعبارات مناسبة قبل إنتاج الخطاب. وتنقسم هذه الإستراتیجیات إلی المباشرة التی تعبّر عن القصد مباشرة وغیر المباشرة أو التلمیحیة التی تنحصر فی التعبیر ...
بیشتر
إستراتیجیة الأدیب تساعده علی التخطیط واختیار ألفاظ وعبارات مناسبة قبل إنتاج الخطاب. وتنقسم هذه الإستراتیجیات إلی المباشرة التی تعبّر عن القصد مباشرة وغیر المباشرة أو التلمیحیة التی تنحصر فی التعبیر عن القصد بصورة ضمنیة، حسب ما تستلزمه الظروف بین المتکلّم والسامع. وللإستراتیجیة التلمیحیة آلیات بلاغیة تعتبر التشبیه واحداً منها. وأحمد عبد المعطی حجازی شاعر اجتماعی تحدّث عن القضایا الاجتماعیة فی شعره مباشرًا و غیر مباشر. وأمّا بالنسبة إلی کلامه غیر المباشر، فهو جعل الصور التشبیهیة وسیلة للتعبیر عمّا یرید نقله إلی المخاطب نقلًا غیر مباشر. وبما أنّ هذه الصور التشبیهیة تحمل معنی غیر معناها الظاهری فدراسة هذه الصور دراسة عمیقة تقتضی دراسة المؤثّرات الخارجیة إلی جانب المؤثّرات الداخلیة للخطاب، فخیر منهج یساعد البحث، هو المنهج التداولی الذی یتجاوز عن دراسة الشکل اللغوی للخطاب إلی دراسة المؤثّرات الخارجیة التی أثّرت علی الإنتاج. وتوصّلت الدراسة إلى نتائج أهمّها: هناک قرابة بین البیئة الاجتماعیة للشاعر والصور التشبیهیة التی استخدمها للتعبیر عن هذه البیئة، فلذلک عندما ینظر المخاطب فی هذه الصور یفهم الأوضاع الاجتماعیة السائدة آنذاک. وبما أن التشبیه لم یکن عند الشاعر للزینة فحسب، بل کان آلة للتعبیر عن البیئة الاجتماعیة والتواصل مع الناس، فحاول الشاعر فی خلق هذه الصور أن یتخّذ طریقاً یقتضی مشارکة المخاطب وفهمه، کاختیار الصور السهلة والصور الحجاجیة المقنعة والاهتمام بالثقافة المشترکة بین الشاعر وبین المخاطب وخلق الصور المناسبة المثیرة التی تدغدغ أفکاره وتشارکه فی فهم المقاصد الکامنة. فمن هنا یمکن القول، إنّ الإستراتیجیة التلمیحیة عند الشاعر تقترب من التصریح أکثر من التلمیح؛ إذ هو اتّخذ إستراتیجیات خاصة فی خلق الصور التشبیهیة وأراد بها التواصل مع المخاطب ونقل المعانی إلیه.