یادکار لطیف الشهرزوری
چکیده
تسعى نظریات ما بعد الاستعمار إلى تحقیق العدالة المادیة والثقافیة لجمیع شعوب العالم على وجه المعمورة، على الرغم من صعوبة تحقیق هذا المسعى، لأنّ عالمنا المعاصر عالم ملیء بالصراعات والإبادات وهضم الحقوق. ...
بیشتر
تسعى نظریات ما بعد الاستعمار إلى تحقیق العدالة المادیة والثقافیة لجمیع شعوب العالم على وجه المعمورة، على الرغم من صعوبة تحقیق هذا المسعى، لأنّ عالمنا المعاصر عالم ملیء بالصراعات والإبادات وهضم الحقوق. وترجع أسباب هذا التوتر الثقافی والفکری واختلال التوازن الاقتصادی والعسکری إلى تقسیم العالم إلى قطبین رئیسین؛ هما الغرب والشرق أو الغرب وغیر الغرب، وقد ظهر هذا التقاطب الذی میّز الغرب عن باقی أقطاب الکرة الأرضیة على نحو مطلق فی القرن التاسع عشر عندما امتدت هیمنة الاستعمار الغربی عسکریاً وسیاسیاً وثفافیاً وفکریاً، لتستولی على أصقاع شاسعة وکبیرة من مشارق الأرض ومغاربها. یرى إدوارد سعید أنّ الامبریالیة العالمیة قد استعانت فی بسط هیمنتها بالأدب، ولا سیما الفن الروائی الذی وظفته الکولونیالیة الغربیة توظیفاً فعّالاً فی مشروعها، وفی بسط هیمنتها على الشعوب المستعمَرة. وقد اشتغل على هذا البعد فی جمیع کتبه، ولا سیما کتابیه الاستشراق والثقافة والامبریالیة. وقد أحدثت کتبه على نحو عام ثورة فی دراسات الشرق الأوسط، وأسهم فی خلق مجالات معرفیة جدیدة، وفی مقدمتها النظریة ما بعد الاستعماریة الکولونیالیة. یتألف البحث من ستة محاور رئیسة؛ أولاً: النقد ما بعد الاستعماری فی سیاق النقد ما بعد الحداثی. ثانیاً توظیف الروایة فی مشروع الهیمنة عند الامبریالیة الغربیة أو الروایة منجز غیر بریء. ثالثاً: تشویه الحسّ السلیم وأهمیة الفضاء فی الثقافة الامبریالیة. رابعاً: الغرب والهویة السکونیة. خامساً: الروایة المضادة السرد البدیل بوصفها وسیلة لمحاربة الهیمنة الغربیة. سادساً: القراءة الطباقیة ونوعیة القارئ.