هادی رضوان
چکیده
تعد الاستعارة المکنیّة من المسائل الخلافیّة فی علم البیان وتحدث عنها البلاغیّون بالتفصیل؛ فهناک - على أقلّ تقدیر- أربعة مذاهب: مذهب السلف ومذهب الخطیب القزوینی ومذهب السکاکی ونظریة عصامالدین الإسفرایینی. ...
بیشتر
تعد الاستعارة المکنیّة من المسائل الخلافیّة فی علم البیان وتحدث عنها البلاغیّون بالتفصیل؛ فهناک - على أقلّ تقدیر- أربعة مذاهب: مذهب السلف ومذهب الخطیب القزوینی ومذهب السکاکی ونظریة عصامالدین الإسفرایینی. أمّا مذهب السکاکی فالتفت إلیه کثیر من الشراح وأصحاب الحواشی، فسعوا فی التّأویل ورفع التناقض عن أقوال السکاکی بالطرق المختلفة. والعلّامة البالکی درس الاستعارة المکنیة وأوّلها بحیث خرج - إلى حدٍّ ما- من الإشکالات الواردة على السکاکی وإن کان رأی البالکی قابلاً للنقد والإشکال أیضاً. والباحث فی هذا المقال بعد أن یلقی الضوء على هذه الدراسة یقارنها بسائر المذاهب الموجودة فی الاستعارة المکنیة ویجعلها فی بوتقة النقد والبحث. ویمکن أن نذکر ضمن نتائج هذا البحث أن البالکی قدر فی کل استعارة مکنیة تشبیهین، أحدهما مستقیم والآخر معکوس، والکلمة فی التشبیه الثانی خارجة عن الحقیقة داخلة فی المجاز. فعلى هذا الأساس لا إشکال فی تسمیة المکنیة استعارة ومجازاً وقد أجاب البالکی بهذا الطریق عن الإشکالات الواردة على رأی السکاکی. ومن نتائج هذا البحث أن رأی البالکی وإن کان قریباً مما ذهب إلیه الإسفرایینی فی القول بالتشبیه المعکوس للمبالغة، لکنه استطاع أن یمیز بین المکنیة والمصرحة خلاف ما فعله الإسفرایینی فإنه أبقى هذا النوع فی دائرة الاستعارة المصرحة.