احمد عادل ساکی؛ محمد جواد پورعابد؛ رسول بلاوی؛ علی خضری
چکیده
یُعتبر المونتاج من ضمن ما استلهمته الروایة الحدیثة من السینما وهی تقنیة تقدّم لقطات ومشاهد متتابعة فی العمل الروائی، تهدف إلى وضع المشاهد المصوّرة فی تسلسل معیّن، بغیة التأثیر فی نفسیة المتلقّی وتوضیح ...
بیشتر
یُعتبر المونتاج من ضمن ما استلهمته الروایة الحدیثة من السینما وهی تقنیة تقدّم لقطات ومشاهد متتابعة فی العمل الروائی، تهدف إلى وضع المشاهد المصوّرة فی تسلسل معیّن، بغیة التأثیر فی نفسیة المتلقّی وتوضیح تداخل الأفکار أو تداعیها عبر الانتقال من لقطة إلى أخری. رصدنا عند دراستنا لروایة إعجام لسنان أنطون والتی شیّدها فوق الکثیر من سمات وعناصر تیّار الوعی، وجود نماذج کثیرة لأقسام المونتاج السینمائی الأربع حسب المخرج الروسی ایزنشتاین. هذه الدراسة محاولة لإلقاء الضوء علی المونتاج السینمائی فی روایة إعجام وتحلیلها وفقاً للمنهج الوصفی-التحلیلی، عبر التعریف بآراء هذه الشخصیة وأفکارها ثمَّ معالجة أقسام المونتاج الطولی والإیقاعی والنغمی والذهنی الموظّف فیها علی ضوء نظریة ایزنشتاین والذی کان یری أنَّ المشهد یجب أن یُبنی علی مجموعة من الصدمات وأنَّ کلَّ قطع یجب أن یُثیر خلافاً بین لقطتین حتّی یُنتج قفزة جدلیة تُولد ردّة فعل عنیفة فی ذهن المتفرّج، لیتسنّی لنا من خلالها الترکیز علی توظیف الکاتب الجانب الفلمی المرئی فی روایته. تؤکد النتائج أنَّ سنان أنطون وظَّف المونتاج السینمائی لقدرته علی تقدیم أفکار وصور جدیدة، تمکّن القارئ من فهم أفضل لأحداث الروایة، کما أنَّ الکاتب استخدم المونتاجات الأربع للتعبیر عن الصراع النفسی للشخصیات وذلک عبر آلیات مونتاجیة مثل القطع والانتقال واللقطة القریبة لمرونتها العالیة وقدرتها الهائلة لتتیح للشخصیات قدرة الاستبطان الداخلی للکشف عن تلک الصراعات.