سودابه مظفّری
چکیده
إنّ الکرامة عنوان الإنسان، خلقه البارئ مکرّما بقوله:?و لقد کرّمنا بنی آدمَ وحمَلناهم فی البرّ والبَحر ورزَقناهُم من الطیّباتِ وفضّلناهُم علی کثیر ٍممّن خلَقنا تَفضیلا?(الأسراء/ 70) وبهذا جعله الله أشرف ...
بیشتر
إنّ الکرامة عنوان الإنسان، خلقه البارئ مکرّما بقوله:?و لقد کرّمنا بنی آدمَ وحمَلناهم فی البرّ والبَحر ورزَقناهُم من الطیّباتِ وفضّلناهُم علی کثیر ٍممّن خلَقنا تَفضیلا?(الأسراء/ 70) وبهذا جعله الله أشرف خلقه. کثیر من الآیات القرآنیّة والأحادیث الواردة تؤکّد علی الکرامة الفطریّة ولزوم الدّفاع عنها. فلابدّ للإنسان أن یدافع عن هذه الدرّة الثمینة المودّعة فی وجوده ویصونها من اعتداء اللّئام علیها وإن ینته إلی العسر فی الحیاة الدّنیویّة أو الهلاک.
إنّ الاحتفاظ بالعزّة والکرامة الإنسانیّّة له صدی فی الأدب العربیّ منذ الجاهلیّة حتّی الآن؛ ومن حیث إنّ للشعر تأثیرا أقوی وأعمق، فهذا العنوان فی الأشعار العربیّة أکثر تلونا. فمن بین الشعراء العرب هناک شاعران یهتمّان کثیرا بالکرامة الإنسانیّة حتی اصطبغت معظم أبیاتهما بهذه الصّبغة الإلهیّة، یصوّرانها بأروع صور فی أشعارهما کأنّهما ینادیان فی کلّ لفظة بهذه الجوهرة الإنسانیّة والاحتفاظ بها؛ ألا وهما المتنبّیان: المتنبّی العبّاسیّ (أبو الطیّب) والمتنبّیّ المعاصر(محمّد مهدیّ الجواهریّ).