عباس یداللهی فارسانی
چکیده
تعدّ ظاهرة الانزیاح من الظواهر الألسنیة الحدیثة التی تحاول کسر الرتابة وهدم اللغة المعیاریة عبر الإنتاجات الأدبیة وتهتمّ بالنص الأدبی وطرائق توظیف اللغة،ومن ثمّ یعتبر ضربًا من انحراف الکلام عن نسقه ...
بیشتر
تعدّ ظاهرة الانزیاح من الظواهر الألسنیة الحدیثة التی تحاول کسر الرتابة وهدم اللغة المعیاریة عبر الإنتاجات الأدبیة وتهتمّ بالنص الأدبی وطرائق توظیف اللغة،ومن ثمّ یعتبر ضربًا من انحراف الکلام عن نسقه المعهود الذی یتبلور ضمن ترکیب الکلام وصیاغته التی تخضع لمبدأ الاختیار الذی یخلق من الدالّ دلالات مختلفة تخترق القانون حیث یشکّل للدلالة الأولی إمکانیة تعدد المدلولات. بناء علی ذلک، لیس الانزیاح أداة للتواصل فقط، بل یرمی الشاعر عبر توظیفه إلی إضفاء الجمالیة وتمطیط الدلالة علی المنجز الشعری لیدخله فی دائرة الإبداع والجدة. یتناول البحث دراسة الانزیاح الدلالی، أنماطه ونماذجه فی شعر الشاعر الأردنی الحدیث «أیمن العَتوم»، بوصفه واحداً من شعراء المقاومة ضد الاحتلال الصهیونی. عمد الشاعر إلی توظیف هذه التقنیة لتجاوز اللغة المعیاریة التی تعجز عن التعبیر عن المشاعر والأحاسیس الدفینة التی اختلجت صدره. تمّ إعداد هذا البحث وفق المنهج الأسلوبی لتمثیل نماذج هذه الظاهرة فی شعر الشاعر الأردنی. أخیراً خلص البحث إلی أنّ الشاعر عمد إلی توظیف هذه التقنیة عبر خارطة النص الشعری لتصویر المعاناة الروحیة والتجربة الشعریة والشعوریة التی یعیشها، فنراه یتخذ الانزیاح أداة ناجعة لتطویر المعنی، تکثیف الدلالة والتخلص من سلطة اللغة من جانب، والثورة علی اللغة المعیاریة والنظام السیاسی القائم من جانب آخر لیجعل نصه الشعری لغة خاصّة تختلف عن اللغة المألوفة. من أهمّ تمظهرات الانزیاح الدلالی لدی الشاعر، المجاز والاستعارة والتشبیه والکنایة.