مصطفی پارسایی پور؛ عبدالعلی آل بویه؛ راضیه صدری خانلو
چکیده
فی فترة الحداثة، اکتسب الشعر العربی نوعاً من الموضوعیة التی خلّصته من الغنائیة البحتة، باستیحاء تقنیاته من صمیم فنّی الدراما والسرد الذین ترتفع فیهما درجة الکثافة نتیجة للسمة الحواریة وغلبة التوتّر ...
بیشتر
فی فترة الحداثة، اکتسب الشعر العربی نوعاً من الموضوعیة التی خلّصته من الغنائیة البحتة، باستیحاء تقنیاته من صمیم فنّی الدراما والسرد الذین ترتفع فیهما درجة الکثافة نتیجة للسمة الحواریة وغلبة التوتّر والمستویات اللغویة العدّة وصراع النظرات؛ فإذا به تنسّم النظریة الحواریة لباختین، والتی شکّلت منعرجاً حاسماً لصنع رؤیةجدیدة للعالم زعزعت أسس الرؤیة الأحادیة والمهیمنة الذاتیةالتوجّه. ظاهرة البولیفونیة، کفرع رئیس لها، وطّدت لتعددیة المنظورات والرؤى وبشّرت بتضارب الآراء والمواقف وتحاور الإیدیولوجیات فی فضاء دیمقراطی فسیح، إذ یمکن لکل صوت ووعیذاتی التعبیر عن نفسه بحریة فی ظل حوارات ثنائیة وقبول الآخر. رغم أنّ باختین، وبتغلیبه السردی على الشعری، طبّق تحلیله على الروایة، فإن الأنواع تلاحمت تدریجیاً بفعل فکرة التهجین الأجناسی واستفاد الشاعر من إنجازات الظاهرة التعددیة إثراء لتجربته، فتبنّى رؤیة متکثرة للتخلص نهائیاً من ترسّبات مبدأ "المؤلف أولاً" ولخلق حلبة متعددة الأقطاب، حیث یدلی ممثّلوها بآرائهم فی مساحة الحریة الرحبة. نزولاً عند ضرورة دراسة کیفیة تخصیب الشعر بتقانات وافدة، قمنا بإجراء بحث من خلال الترکیز على المکونات التقنیة للظاهرة مثل تعدد الإیدیولوجیات متمثـلة فی تعدد الشخصیات، تعدد اللغات وأنماطها، المحاکاة الساخرة، الأجناس المتخلّلة، والتناص، فی نطاق للشعر توسعنا فیه لإعطاء رؤیة شبه عامة عن انتشار الظاهرة ومنهجنا فی البحث منهج وصفی-تحلیلی وفق معطیات الظاهرة وتفسیرات النقاد لها. واستنتج أنّ تعدد الأصوات یجری فی الشعر الحداثی على قدم وساق والعبرة على تعددیة الخطاب ولا نلقی بالاً أهو شعری أم نثری، وأن الشاعر یجهد مخلصاً لجعل الفضاءات الحواریة مهداً لتوفیر دیموقراطیة رؤیویة أمینة ولیست زائفة، ثم إنّ الأنا المسیطر انکسر إلى ذوات متصارعة فی حوارات حرة محتدمة خلصت الشعر من الذاتیة والمباشرة.