زهراء دهان؛ عیسی متقی زاده؛ خلیل پروینی
چکیده
نظریة هالیدی الوظیفیة هی من النظریات المهمة فی الرؤیة النظامیة، والمعنى عند هالیدی ینقسم إلى ثلاثة أقسام یکمل کل قسم الآخر وعبر عنها هالیدی بالوظائف الثلاث للغة ألا وهی: الوظیفیة التجربیة، والوظیفة ...
بیشتر
نظریة هالیدی الوظیفیة هی من النظریات المهمة فی الرؤیة النظامیة، والمعنى عند هالیدی ینقسم إلى ثلاثة أقسام یکمل کل قسم الآخر وعبر عنها هالیدی بالوظائف الثلاث للغة ألا وهی: الوظیفیة التجربیة، والوظیفة التواصلیة والوظیفة النصیة. ففی الوظیفة التجربیة نحن نعبر عن تجاربنا بالنسبة إلى الواقع الخارجی وتصبح اللغة کمرآة للحیاة، فتعد الوظیفة التجربیة من الوظائف التی تمثل لنا النموذج التجربی المصغر والمجرب للواقع الخارجی، ولکن هل للمؤلف دور فی بیان قصدیته بالنسبة إلى هذا الواقع؟ الأمر المهم فی اتجاه هالیدی هو مسألة الاختیار بین المعانی المختلفة؛ أی إنه فی استخدامه للغة یعتقد بأهمیة الإمکانیات اللغویة التی تتیحها اللغة نفسها وهی ترجع إلى المؤلف/الکاتب الذی یختار معنى بدل معنى من بین الإمکانیات غیر المحدودة والمتعددة للغة حسب النص الذی یدونه، فکما یرى هالیدی إن إمکان اللغة هو إمکان المعنى. ولهذا تسعى هذه الدراسة إلى أن تحلل العملیات الست من الوظیفة التجربیة فی سورة الأنفال وتبیین موقف المؤلف ودوره من اختیار نوعها، لأن معنى النص ومحتواه دخیل فی اختیار نوع العملیات الست؛ أی (المادیة، والذهنیة، والعلاقیة، والسلوکیة، والکلامیة، والوجودیة). والسؤال المطروح فی هذه الدراسة هو: ما هی أکثر العملیات توظیفاً وأقلها ومدى فاعلیتها لبیان قصدیة المؤلف فی سورة الأنفال؟ ومنهج البحث فی هذا المقال الوصفی التحلیلی هو تحلیل سورة الأنفال وفق الوظیفة التجربیة عند هالیدی وتطبیق عملیاتها الست على السورة للکشف عن علاقتها مع قصدیة المؤلف ودوره فی اختیار العملیات ومعانیها. وقد توصلت الدراسة إلى أن العملیة المادیة تحتوی على أعلى نسبة للتوظیف بالنسبة إلى باقی العملیات؛ إذ کان عدد التکرار یصل إلى 40 بالمائة بالنسبة إلى باقی العملیات فی هذه السورة وهذا یبین العقلیة المادیة للمجتمع الجاهلی الذی یقبل الواقع الملموس أکثر من التجریدی، وأما بالنسبة إلى المخاطب المعاصر فتوظیف هذه العملیة هنا یسهل علیه استحضار الصورة الحربیة وتمثیل الواقع التاریخی وإن مر علیه زمن یتعدى 1400 عام، فتنبثق الحیاة أمامه وترتسم له الصورة